فصل: الحوادث بعد قدوم الرسول الى المدينة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير **


 الحوادث بعد قدوم الرسول الى المدينة

صلّى الله عليه وسلّم المدينة في السنة الأولى‏:‏ جعلت صلاة الحضر أربع ركعات وكانت ركعتين بعد مقدمه عليه السلام بشهر وفيها صلى الجمعة حين ارتحل من قباء إلى المدينة صلاها في طريقه ببني سالم وهي أول جمعة صلاها وأول خطبة خطبها في الإسلام وفيها بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسجده ومساكنه ومسجد قباء وفيها بدء الأذان وفيها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعد مقدمه بثمانية أشهر وفيها أسلم عبد الله بن سلام ومات أسعد بن زرارة وأعرس النبي صلّى الله عليه وسلّم بعائشة وبعث حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين من المهاجرين يعترض عيراً لقريش في رمضان وبعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلاً من المهاجرين إلى بطن رابغ وبعث سعد بن أبي وقاص إلى الخرار في ذي القعدة في عشرين من المهاجرين يعترض لعير قريش وغزوة الأبواء وغزوة ودان في صفر‏.‏

وفي السنة الثانية‏:‏ غزوة بواط وطلب كرز بن جابر‏.‏وغزوة ذي العشيرة وسرية عبد الله بن جحش إلى نخلة وغزوة بدر الكبرى ووفاة رقية ابنة النبي صلّى الله عليه وسلّم وسرية عمير بن عدي وسرية سالم بن عمير وغزوة بني قينقاع وغزوة كركرة الكدر وتحويل القبلة وفرض صوم شهر رمضان في شعبان على رأس سبعة عشر شهراً وفرض زكاة الفطر قبل العيد بيومين ووفاة عثمان بن مظعون بعد مشهده بدراً وفيها ضحى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكبشين أحدهما عن أمته والآخر عن محمد وآله ومولد عبد الله بن الزبير ومولد النعمان بن بشير وأعرس علي بفاطمة‏.‏

وفي السنة الثالثة‏:‏ السرية لكعب بن الأشرف وغزوة غطفان وغزوة بني سليم وسرية زيد بن حارثة إلى القردة وغزوة أحد وغزوة حمراء الأسد وسرية أبي سلمة إلى قطن وسرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بعرنة وبئر معونة والرجيع وتزويجه عليه السلام حفصة بنت عمر وتزويجه زينب بنت خزيمة وتزويج عثمان ابن عفان أم كلثوم بنت النبي صلّى الله عليه وسلّم ومولد الحسن بن علي وتحريم الخمر وقيل في الرابعة‏.‏

وفي السنة الرابعة‏:‏ تحريم الخمر وغزوة بني النضير وبدر الموعد وذات الرقاع وصلاة الخوف ورجمه عليه السلام اليهودي واليهودية ومولد الحسين بن علي ووفاة زينب بنت خزيمة وتزويجه عليه السلام أم سلمة وتزويجه أيضاً زينب بنت جحش على الأصح ونزول الحجاب‏.‏

وفي السنة الخامسة‏:‏ غزوة دومة الجندل وغزوة المريسيع وحديث الإفك وقد تقدم الخلاف في ذلك‏.‏

وقول عبد الله بن أبي لئن رجعنا إلى المدنية‏.‏وغزوة الخندق وبني قريظة وتزويجه عليه السلام ريحانة بنت يزيد النضرية وجويرية بنت الحرث وسرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع وسرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء وفيها زلزلت المدينة فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي السنة السادسة‏:‏ غزوة بني لحيان وغزوة الغابة وسرية عكاشة إلى الغمر ومحمد بن مسلمة إلى ذي القصة فأصيبوا وبعث أبي عبيدة إلى ذي القصة فهربوا‏.‏

وسرية زيد بن حارثة إلى بني سليم وسريته إلى العيص وسريته إلى الطرف وسريته إلى حسمي وسريته إلى وادي القرى وسريته إلى أم قرفة وسرية ابن عوف إلى دومة الجندل وعلي إلى بني سعد بن بكر وابن عتيك إلى أبي رافع على قول‏.‏

وقد تقدم في الخامسة‏.‏

وسرية عمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم لقتل أبي سفيان بمكة وعمرة الحديبية وبيعة الرضوان وفيها قحط الناس فاستسقى لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسقوا في رمضان‏.‏

وفي السنة السابعة‏:‏ غزوة خيبر وسرية عمر إلى تربة وسرية أبي بكر إلى بني كلاب أو فزارة وبشير بن سعد إلى بني مرة وغالب الليثي إلى الميفعة وبشير بن سعد إلى يمن وجبار وعمرة القضية وسرية ابن أبي العوجاء إلى بني سليم وسرية غالب إلى بني الملوح وسريته إلى فدك وتزويجه عليه السلام أم حبيبة بنت أبي سفيان وصفية بنت حيي وميمونة بنت الحارث وقدوم جعفر من الحبشة وأبي موسى ومن معه وإسلام أبي هريرة وعمران بن الحصين‏.‏

وبعثه عليه السلام الرسل إلى الملوك واتخاذ الخاتم لختم الكتب وتحريم الحمر الأهلية والنهي عن متعة النساء‏.‏

وفي السنة الثامنة‏:‏ قدم خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وعمرو بن العاص فأسلموا‏.‏

وسرية شجاع بن وهب إلى بني عامر وكعب بن عمرو إلى ذات أطلاح غزوة مؤتة‏.‏

سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وسرية الخبط وسرية أبي قتادة إلى خضرة ثم إلى بطن إضم غزوة الفتح سرية خالد بن الوليد إلى العزى وعمرو بن العاص إلى سواع وسعد بن زيد الأشهلي إلى مناة في رمضان‏.‏

سرية خالد ابن الوليد إلى بني خزيمة‏.‏

غزوة حنين‏.‏

سرية الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين‏.‏غزوة الطائف‏.‏

سرية عيينة بن حصن إلى بني تميم‏.‏

سرية قطبة بن عامر إلى خثعم بعث الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق‏.‏

اتخاذ المنبر والخطبة عليه وحنين الجذع وهو أول منبر عمل في الإسلام‏.‏

وفيها أقاد النبي صلّى الله عليه وسلّم رجلاً من هذيل برجل من بني ليث ومولد إبراهيم بن النبي صلّى الله عليه وسلّم ووفاة زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏وفيها وهبت سودة يومها لعائشة حين أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم طلاقها‏.‏

وفي السنة التاسعة‏:‏ إيلاؤه عليه السلام من نسائه وسرية الضحاك إلى بني كلاب وعلقمة إلى الحبشة وعلي إلى الفلس وعكاشة إلى الجناب وتبوك وهدم مسجد الضرار وقدوم الوفود ولعان عويمر العجلاني مع امرأته وموت عبد الله بن أبي وحج أبي بكر بالناس ونداء علي بسورة براءة وموت أم كلثوم بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وموت النجاشي‏.‏

وفي السنة العاشرة‏:‏ سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بنجران وعلي إلى اليمن وحجة الوداع ونزول ‏"‏ اليوم أكملت لكم دينكم ‏"‏ الآية ونزول ‏"‏ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ‏"‏ الآية‏.‏

وكانوا لا يفعلونه قبل ذلك وموت إبراهيم بن النبي صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

نبذة من معجزاته عليه السلام وإن كان أكثر ما نورده هنا قد سبق إيراده لكن مفرقاً والغرض الآن ذكره مجموعاً كما فعلنا في الباب الذي قبله‏.‏

فمن ذلك‏:‏ القرآن وهو أعظمها وشق الصدر وإخباره عن البيت المقدس وانشقاق القمر وأن الملأ من قريش تعاقدوا على قتله فخرج عليهم فخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وأقل حتى قام على رؤسهم فقبض قبضة من تراب وقال ‏"‏ شاهت الوجوه ‏"‏ وحصبهم فما أصاب رجلاً منهم شيء من ذلك الحصى إلا قتل يوم بدر ورمي يوم حنين بقبضة من تراب في وجوه القوم فهزمهم الله تعالى ونسج العنكبوت عليه في الغار وما كان من أمر سراقة بن ملك بن جعشم إذ تبعه في خبر الهجرة فساخت قوائم فرسه في الأرض الجلد ومسح على ضرع عناق ولم ينز عليها الفحل فدرت وقصة شاة أم معبد ودعوته لعمر أن يعز الله به الإسلام ودعوته لعلي أن يذهب الله عنه الحر والبرد وتفل في عينيه وهو أرمد فوفي من ساعته ولم يرمد بعد ذلك ورد عين قتادة ابن النعمان بعد أن سالت على خده فكانت أحسن عينيه ودعا لعبد الله بن عباس بالتأويل والفقه في الدين ودعا لجمل جابر فصار سابقاً بعد أن كان مسبوقاً ودعا لأنس بطول العمر وكثرة المال والولد ودعا في تمر حائط جابر بالبركة فأوفى غرماءه وفضل ثلاثة عشر وسقا واستسقى عليه السلام فمطروا أسبوعاً ثم استصحى لهم فانجابت السحابة ودعا على عتيبة بن أبي لهب فأكله الأسد بالزرقاء من الشام وشهدت له الشجر بالرسالة في خبر الأعرابي الذي دعاه إلى الإسلام فقال هل من شاهد على ما تقول فقال ‏"‏ نعم هذه السمرة ‏"‏ ثم دعاها فأقبلت فاستشهدت فشهدت أنه كما قال ثلاثاً ثم رجعت إلى منبتها وأمر شجرتين فاجتمعتا ثم افترقتا وأمر أنساً أن ينطلق إلى نخلات فيقول لهن أمركن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تجتمعن فاجتمعن فلما قضى حاجته أمره أن يأمرهن بالعود إلى أماكنهن فعدن ونام فجاءت شجرة تشق الأرض حتى قامت عليه فلما استيقظ ذكرت له فقال هي شجرة استأذنت ربها في أن تسلم علي فأذن لها وسلم عليه الحجر والشجر ليالي بعث‏:‏ السلام عليك يا رسول الله وقال ‏"‏ إني لا عرف حجراً كان بمكة يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ‏"‏ وحن إليه الجذع وسبح الحصى في كفه وسبح الطعام بين أصابعه وأعلمته الشاة بسمها وشكا إليه البعير قلة العلف وكثرة العمل وسألته الظبية أن يخلصها من الحبل لترضع ولديها وتعود فخلصها فعادت وتلفظت بالشهادتين وأخبر عن مصارع المشركين يوم بدر فلم يعد واحد منهم مصرعه وأخبر أن طائفة من أمته يغزون في البحر وأن أمر حرام بنت ملحان منهم فكان كذلك وقال لعثمان بن عفان تصيبه بلوي شديدة فأصابته وقتل وقال للأنصار ‏"‏ إنكم ستلقون بعدي أثرة ‏"‏ فكانت زمن معاوية وقال في الحسن ‏"‏ إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ‏"‏ فصالح معاوية وحقن دماء الفئتين من المسلمين وأخبر بقتل الأسود العنسي الكذاب وهو بصنعاء ليلة قتله وبمن قتله وقال لثابت بن قيس ‏"‏ تعيش حميداً وتقتل شهيداً ‏"‏ فقتل يوم اليمامة وارتد رجل ولحق بالمشركين فبلغه أنه مات فقال ‏"‏ إن الأرض لا تقبله ‏"‏ فكان كذلك وقال لرجل يكأكل بشماله ‏"‏ كل بيمينك ‏"‏ فقال لا أستطيع فقال له ‏"‏ لا استطعت ‏"‏ فلم يطق أن يرفعها إلى فيه بعد‏.‏

ودخل مكة عام الفتح والأصنام حول الكعبة معلقة وبيده قضيب فجعل يشير به إليها ويقول ‏"‏ جاء الحق وزهق الباطل ‏"‏ وهي تتساقط‏.‏

وقصة مازن بن الغضوبة وخبر سواد بن قارب وأمثالهما كثير وشهد الضب بنبوته وأطعم ألفاً من صاع شعير بالخندق فشبعوا والطعام أكثر مما كان وأطعمهم من تمر يسير أيضاً بالخندق وجمع فضل الأزواد على النطع فدعا لها بالبركة ثم قسمها في المعسكر فقامت بهم وأتاه أبو هريرة بتمرات قد صفهن في يده وقال أدع لي فيهن بالبركة ففعل قال أبو هريرة فأخرجت من ذلك التمر كذا وكذا وسقا في سبيل الله وكنا نأكل منه ونطعم حتى انقطع في زمن عثمان ودعا أهل الصفة لقصعة ثريد قال أبو هريرة فجعلت أتطاول ليدعوني حتى قام القوم وليس في القصعة إلا اليسير في نواحيها فجمعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصار لقمة فوضعها على أصابعه وقال لي ‏"‏ كل بسم الله ‏"‏ فوالذي نفسي بيده مازلت آكل منها حتى شبعت ونبع الماء من بين أصابعه حتى شرب القوم وتوضؤا وهم ألف وأربعمائة وأتى بقدح فيه ماء فوضع أصابعه في القدح فلم تسع فوضع أربعة منها وقال ‏"‏ هلموا فتوضؤا أجمعين ‏"‏ وهم من السبعين إلى الثمانين وورد في غزوة تبوك على ماء لا يروي واحداً والقوم عطاش فشكوا إليه فأخذ سهماً من كنانته وأمر بغرسه فيه ففار الماء وارتوى القوم وكانوا ثلاثين ألفاً وشكا إليه قوم ملوحة في مائهم فجاء في نفر من أصحابه حتى وقف على بئرهم فتفل فيه فتفجر بالماء العذب المعين وأتته امرأة بصبي لها أقرع فمسح على رأسه فاستوى شعره فذهب داؤه وانكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر فأعطاه جذلاً من حطب فصار في يده سيفاً ولم يزل بعد ذلك عنده وكذلك وقع لعبد الله ابن جحش يوم أحد وعزت كدية بالخندق عن أن يأخذها المعول فضربها فصارت كثيباً أهيل ومسح على رجل ابن عتيك في خبر أبي رافع وقد انكسرت فكأنه لم يشتكها قط‏.‏

ومعجزاته صلّى الله عليه وسلّم أكثر من أن يجمعها كتاب أو يحصرها ديوان‏.‏

روينا عن ابن سعد قال أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان أول من ولد لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكة قبل النبوة القاسم وبه كان يكنى ثم ولدت له زينب ثم رقية ثم فاطمة ثم أم كلثوم ثم ولد له في الإسلام عبد الله فسمي الطيب الطاهر وأمهم جميعاً خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فكان أول من مات من ولده القاسم‏.‏

ثم مات عبد الله بمكة فقال العاص بن وائل السهمي قد انقطع ولده فهو أبتر فأنزل الله ‏"‏ إن شانئك هو الأبتر ‏"‏ وقيل بل الطيب والطاهر ابنان سواه وقيل كان له الطاهر والمطهر ولدا في بطن وقيل كان له الطيب والمطيب ولدا في بطن أيضاً وقيل إنهم كلهم ماتوا قبل النبوة وقال الزبير بن بكار ولد له القاسم ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله هكذا رأيته بخط شيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي رحمه الله قال وفيه نظر‏.‏

وأما أبو عمر فحكى عن الزبير غير ذلك قال ولد له القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الأول فالأول ثم مات القسم بمكة وهو أول ميت مات من ولده ثم عبد الله أيضاً بمكة‏.‏

وقال ابن إسحاق ولدت له خديجة زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم وبه كان يكنى والطاهر والطيب فهلكوا في الجاهلية‏.‏

وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام وأسلمن وهاجرن معهن‏.‏

قال أبو عمر وقال علي بن عبد العزيز الجرجاني‏:‏ أولاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب‏.‏

وقال ابن الكلبي زينب ثم القاسم ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله وكان يقال له الطيب والطاهر‏.‏

قال وهذا هو الصحيح وغيره تخليط وكانت سلمى مولاة صفية بنت عبد المطلب تقبل خديجة في أولادها وكانت تعق عن كل غلام بشاتين وعن الجارية بشاة‏.‏

وكان بين كل ولدين لها سنة وكانت تسترضع لهم وتعد ذلك قبل ولادها‏.‏

فأما زينب فتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف أمه هالة بنت خويلد فولدت له علياً أردفه النبي صلّى الله عليه وسلّم وراءه يوم الفتح‏.‏

ومات مراهقاً وأمامة تزوجها علي بعد خالتها فاطمة زوجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها أبو العاص أوصى بها إلى الزبير فلما قتل علي رضي الله عنه وأمت أمامة منه قالت أم الهيثم النخعية‏:‏ أشاب ذؤابتي وأذل ركني أمامة حين فارقت القرينا تطيف به لحاجتها إليه فلما استيأست رفعت رنينا ثم تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له يحيى ابن المغيرة وهلكت عنده وقد قيل إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة‏.‏

ولدت زينب سنة ثلاثين من مولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وماتت سنة ثمان من الهجرة وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكرت زينب لما وركت أرما فقلت سقياً لشخص يسكن الحرما بنت الأمين جزاها الله صالحة وكل بعل سيثني بالذي علما وأما رقية فتزوجها عثمان بن عفان فولدت له عبد الله مات بعدها وقد بلغ ست سنين‏.‏

وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثة بشيراً بقتلى بدر وقيل كان مولدها سنة ثلاث وثلاثين من مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

وأما أم كلثوم فتزوجها عثمان بعد موت رقية وماتت سنة تسع من الهجرة ولم تلد له‏.‏

وأما فاطمة فتزوجها علي وبنى بها مرجعهم من بدر فولدت له حسناً وحسيناً ومحسناً مات صغيراً وأم كلثوم وزينب وماتت فاطمة بعد أبيها بثلاثة أشهر وقيل بستة وقيل بثمانية وكذلك اختلف في مولدها‏.‏قال المدائني قبل النبوة بخمس سنين‏.‏

وقال ابن السراج سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي يقول ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قال أبو عمر وذكر الزبير أن عبد الله بن حسن بن حسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبي فقال هشام لعبد الله بن حسن يا أبا محمد كم بلغت فاطمة من السن فقال ثلاثين سنة فقال هشام للكلبي كم بلغت من السن فقال خمساً وثلاثين سنة فقال هشام لعبد الله ابن حسن أسمع الكلبي يقول ما تسمع وقد عني بهذا الشأن فقال عبد الله ابن حسن يا أمير المؤمنين سلني عن أمي وسل الكلبي عن أمه وكان علي رضي الله عنه قد خطب عليها ابنة أبي جهل فأنكر ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال ‏"‏ والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبداً ‏"‏ قال فترك علي الخطبة‏.‏

روينا من طريق مسلم حدثنا أحمد بن حنبل فثنا يعقوب بن إبراهيم فثنا أبي عن الوليد بن كثير قال حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدولي أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة لقيه المسور بن مخرمة فذكر حديثاً وفيه أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم وفيه قوله عليه السلام ‏"‏ والله لا تجتمع بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبنت عدو الله مكاناً واحداً أبداً ‏"‏‏.‏

قلت كذا وقع في هذا الحديث قوله عن المسور وأنا يومئذ محتلم وهو وهم فإن المسور ممن ولد في السنة الثانية من الهجرة بعد مولد ابن الزبير بأربعة أشهر فلم يدرك من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا نحو الثمانية أعوام ولا يعد من كانت هذه سنة محتلماً‏.‏

وقد روى الإسماعيلي في صحيحه هذا الحديث من هذا الوجه عن أحمد بن الحسن بن عبدا لجبار فثنا يحيى بن معين عن يعقوب فذكره بسنده وفيه عن المسور وأنا يومئذ كالمحتلم يعني في ثبته وحفظه ما يسمعه فبينت هذه الرواية الصواب ودار الحمل فيه على من دون يعقوب بين أحمد ومسلم ووجدت الطبراني في معجمه الكبير قد رواه عن عبد الله بن أحمد بن أبيه كرواية مسلم فبرئ مسلم من عهدته أيضاً كما برئ يعقوب ومن فوقه وقد رواه البخاري عن سعيد بن محمد الجرمي عن يعقوب كراوية مسلم عن أحمد فهو حديث اختلف فيه على يعقوب جوده يحيى بن معين‏.‏

ثم ولدت له صلّى الله عليه وسلّم مارية بنت شمعون القبطية إبراهيم وعق عنه بكبش يوم سابعه وحلق رأسه حلقه أبو هند فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين وأمر بشعره فدفن في الأرض وسماه يومئذ فيما قال الزبير والصحيح أنه سماه ليلة مولده وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخرجت إلى زوجها‏.‏

أبي رافع فأخبرته أنها قد ولدت له غلاماً فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فبشره فوهب له عبداً وكان مولده في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ومات في ربيع الأول سنة عشر وقد بلغ ستة عشر شهراً‏.‏

وقد قيل في سنه ووفاته غير ذلك مات في بني مازن عند ظئره أم بردة خولة بنت المنذر ابن زيد بن لبيد وغسلته وحمل من بيتها على سرير صغير وصلي عليه وكبر أربعاً ودفن بالبقيع ورش عليه الماء وقال الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وقال ‏"‏ أن له ظئراً تتم رضاعه في الجنة ‏"‏ وقال ‏"‏ لو عاش لوضعت الجزية عن كل قبطي ‏"‏‏.‏وقال ‏"‏ لو عاش إبراهيم ما رق له خال ‏"‏‏.‏أبو طالب عبد مناف والزبير وعبد الكعبة وأم حكيم وعاتكة وبرة وأروى وأميمة وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وعبد الله والد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شقيق هؤلاء وقد تقدم ذكره وحمزة والمقوم وجحل واسمه المغيرة وصفية وزاد بعضهم العوام وأمهم هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بنت عم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والعباس وضرار وأمهما نتلة وقيل نتيلة بنت جناب بن كلب من النمر بن قاسط والحارث وهو أكبر ولد عبد المطلب وبه كان يكنى وشقيقه قثم وهلك قثم صغيراً وأمهما صفية بنت جندب بن حجير ابن زياب بن حبيب بن سواءة وأبو لهب عبد العزى وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن خزاعة والغيداق واسمه مصعب وقيل نوفل ولقب الغيداق لجوده وأمه ممنعة بنت عمرو بن مالك من خزاعة فأعمامه عليه السلام اثنا عشر ومن الناس من يعدهم عشرة فيسقط عبد الكعبة ويقول هو المقوم ويجعل الغيداق وحجلاً واحداً ومن الناس من يعدهم تسعة فيسقط قثم‏.‏

وأما عماته فست لا خلاف في ذلك وكلهن بنات فاطمة المخزومية إلا صفية فيه من هالة الزهرية هذا هو المشهور عند أهل النسب‏.‏

وقد ذكر أن أروى لفاطمة المخزومية‏.‏

ولم يسلم من أعمامه عليه السلام إلا حمزة والعباس على الصحيح‏.‏

وقد حكى إسلام أبي طالب وقد سبق ذكره‏.‏

وأما العمات فإسلام صفية معروف محقق وفي أروى خلاف‏.‏ذكرها العقيلي في الصحابة قال أو عمر وأبي غيره من ذلك وذكر الواقدي في خبر أنها أسلمت وكذلك اختلف في إسلام عاتكة والمشهور عندهم أن عاتكة لم تسلم هي صاحبة الرؤيا يوم بدر‏.‏فأما أبو طالب فولده طالب وعقيل وجعفر وعلي وكان كل من هؤلاء أكبر من الذي يليه بعشر سنين وأختهم أم هانئ فاختة أسلموا ويقال هند قيل وحمانة بنت أبي طالب أخت ثانية لهم قسم لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثين وسقاً من خيبر وهي أم عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب أسلموا كلهم إلا طالباً‏.‏

وأما الزبير فولده عبد الله شهد يوم حنين مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وثبت معه وكان فارساً مشهوراً كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول ‏"‏ ابن عمي وحبي ‏"‏ ومنهم من يروي أنه كان يقول ‏"‏ ابن أمي وحبي ‏"‏ قال أبو عمر لا أحفظ له رواية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وقد روت أختاه ضباعة وأمر الحكم وكانت سنه يوم توفي النبي صلّى الله عليه وسلّم نحواً من ثلاثين سنة وقتل شهيداً بأجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة بعد أن أبلى بها بلاءً حسناً‏.‏وضباعة وصفية وأم الحكم وأم الزبير بنات الزبير لهن صحبة ولا عقب لعبد الله بن الزبير هذا‏.‏

وأما حمزة فأسلم قديماً وعز به الإسلام وكفت قريش عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بعض ما كانوا ينالون منه خوفاً من حمزة رضي الله عنه وعلماً منهم أنه سيمنعه وكان عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخاه من الرضاعة أرضعتهما ثويبة الأسلمية وكان أسن منه بيسير وأم كل منهما ابنة عم لأم الآخر شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وأحداً وبها مات شهيداً قتله وحشي بن حرب قيل كان يقاتل بين يدي النبي صلّى الله عليه وسلّم بسيفين ويقول أنا أسد الله‏.‏

ذكره الحاكم وروى بسنده أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ‏"‏ أتاني جبريل فأخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السموات أسد الله ورسوله ‏"‏‏.‏

وروى أن حمزة قتل جنباً فغسلته الملائكة وقال صحيح الإسناد‏.‏وكان له من الولد يعلى وعمارة وقال مصعب ولد لحمزة خمسة رجال لصلبه وماتوا ولم يعقبوا وقال الزبير ولم يعقب أحد من بني حمزة إلا يعلى وحده فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه وماتوا ولم يعقبوا‏.‏

ومن أولاد حمزة أمامة ويقال أمة الله‏.‏

وكان الواقدي يقول فيها عمارة قال أبو بكر الخطيب انفرد الواقدي بهذا القول وإنما عمارة ابنه لا ابنته وقد تقدم ذكره‏.‏وله أيضاً ابنة تسمى أم الفضل وابنة تسمى فاطمة ومن الناس من يعدهما واحدة وفاطمة هذه إحدى الفواطم التي قال عليه السلام لعلي وقد بعث له حلة ‏"‏ تشقها خمراً بين الفواطم وهن فاطمة بنت أسد أم علي وفاطمة بنت محمد زوجه عليه السلام وفاطمة ابنة حمزة هذه وفاطمة ابنة عتبة ‏"‏‏.‏

وأما العباس فيكنى أبا الفضل بابنه وكان أسن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسنتين أو ثلاث وكان رئيساً في قريش وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية شهد العقبة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليشترط له على الأنصار وشهد بدراً مع المشركين مكرهاً وفدى يومئذ نفسه وعقيلاً ونوفلاً ابني أخويه أبي طالب والحارث وأسلم قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه إلى يوم فتح مكة فأظهره وقيل أسلم قبل يوم بدر وكان يكتم ذلك وشهد يوم حنين وثبت‏.‏

وهو القائل‏:‏

ألا هل أتى عرسي مكرّمي ** ومقدمي بوادي حنين والأسنة تشرع

وكيف رددت الخيل وهي مغيرة ** بزوراء تعطي في اليدين وتمنع

نصرنا رسول الله في الحرب سبعة ** وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا

وثامننا لاقى الحمام بسيفه ** بما مسه في الله لا يتوجع

وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول فيه‏:‏ ‏"‏ العباس أجود قريش كفاً وأوصلها ‏"‏‏.‏

وروي أن العبس لم يمر بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز إجلالاً له وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يجله واستسقى به عمر عام الرمادة سنة سبع عشرة فسقوا ففي ذلك يقول الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب‏:‏ بعمي سقى الله الحجاز وأهله عشية يستسقي بشيبته عمر توجه بالعباس في الجدب راغباً فما كر حتى جاء بالديمة المطر وكان من دعاء العباس وهو يستسقي‏:‏ اللهم أنت الرعي لا تهمل الضالة ولا تدع الكبير بدار مضيعة فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى فأنت تعلم السر وأخفى اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون‏.‏

وفضائل العباس كثيرة ومناقبة مشهورة توفي سنة اثنتين وثلاثين وصلى عليه عثمان وقيل في وفاته غير ذلك‏.‏

وولد العباس سبعة لأم الفضل لبابة بنت الحارث وسيأتي ذكر نسبها عند ذكر أختها ميمونة في زوجات النبي صلّى الله عليه وسلّم وهم الفضل وعبد الله وعبيد الله ومعبد وقثم وعبد الرحمن وأم حبيبة شقيقتهم وتمام وكثير لأم ولد والحارث وأمه من هذيل وعون بن العباس قال أبو عمر لم أقف على اسم أمه قال وكل بني العباس لهم رواية وللفضل وعبد الله وعبيد الله سماع ورواية‏.‏

وكان الفضل أكبرهم وتمام أصغرهم وقد روى تمام عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ‏"‏ لا تدخلوا عليّ قلحاً استاكوا ‏"‏‏.‏

وكان الفضل جميلاً و عبد الله عالماً وعبيد الله سخياً جواداً وكان تمام من أشد الناس بطشاً وكان العباس يحمل تماماً ويقول‏:‏ تموا بتمام فصاروا عشرة يا رب فاجعلهم كراماً برره واجعل لهم ذكراً وأنم الثمره ويقال ما رؤيت قبور أشد تباعداً بعضها من بعض من قبور بني العباس ابن عبد المطلب‏.‏واستشهد الفضل بأجنادين ومات معبد وعبد الرحمن بأفريقية وعبد الله بالطائف وعبيد الله باليمن وقثم بسمرقند وكثير بالينبع وقد يقع في ذلك خلاف ليس هذا موضعه‏.‏

وأما الحارث وهو أكبر ولد عبد المطلب وبه كان يكنى‏:‏ قال الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى لم يدرك الإسلام وأسلم من أولاده أربعة نوفل وربيعة وأبو سفيان وعبد الله فكان نوفل أسن إخوته وأسن من أسلم من بني هاشم ولم يذكر المغيرة فيهم وقد ذكره أبو عمر بن عبد البر في كتابه في الصحابة فيكون خامساً لهم غير أنه قال ومنهم مني يجعل المغيرة اسم أبي سفيان والصحيح الأول يعني أنه غيره‏.‏

وأما أبو لهب فأبوه كناه بذلك لحسن وجهه‏.‏

قال السهيلي كني بأبي لهب مقدمة لما يصير إليه من اللهب وكان بعد نزول السورة فيه لا يشك مؤمن أنه من أهل النار بخلاف غيره من الكفار يعني الموجودين فإن الأطماع لم تنقطع من إسلامهم‏.‏

وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية اسمها العوراء فولد أبو لهب عتبة ومعتباً شهدا حنيناً وثبتا فيه وأختهما درة لها صحبة وأخوهم عتيبة قتله الأسد بالزرقاء من أرض الشام بدعوة النبي صلّى الله عليه وسلّم عليه وبعضهم يجعل عتبة المكبر عقير الأسد وعتيبة الصحابي والمشهور الأول‏.‏

وأما ضرار فإنه مات أيام أوحي إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يسلم وكان من فتيان قريش جمالاً وسخاءً‏.‏

وأما الغيداق فكان أكثر قريش مالاً وكان جواداً‏.‏

وأما المقوم وجحل فولد لهما وانقطع العقب منهما‏.‏

وأما عبد الكعبة فلم يدرك الإسلام ولم يعقب‏.‏

وأما قثم فهلك صغيراً كما تقدم‏.‏

وأما أم حكيم وهي البيضاء فكانت عند كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف فولدت له عامراً وبنات منهن أروى أم أم عثمان بن عفان وهي توءمة عبد الله والد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على خلاف في ذلك‏.‏

وهي التي وضعت جفنة الطيب للمطيبين في حلفهم وكانت تقول إني لحصان فما أكلم وصناع فما أعلم‏.‏

وأما عاتكة فكانت عند أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ولدت له عبد الله له صحبة وزهيراً وقريبة مختلف في صحبتهما وهم إخوة أم سلمة لأبيها وهي صاحبة الرؤيا بمكة يوم بدر وقد تقدمت‏.‏وأما برة فكانت عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبدود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له أبا سبرة له صحبة شهد بدراً والمشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم خلف عليها عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وقيل بل كانت عنده قبل أبي رهم فولدت لعبد الأسد أبا سلمة عبد الله زوج أم سلمة صحابي مشهور توفي في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبعد وفاته تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم سلمة زوجه‏.‏وأما أميمة فكانت عند جحش بن رئاب ابن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة فولدت له عبد الله المجدع في الله بدعائه المقتول يوم أحد شهيداً رضي الله عنه وأبا أحمد الشاعر الأعمى وعبيد الله أسلما أيضاً وهاجروا إلى أرض الحبشة ثم تنصر هنالك عبيد الله‏.‏

وزينب أم المؤمنين وحمنة وكانت عند مصعب بن عمير ثم خلف عليها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمداً وعمران وكانت تستحاض وكانت ممن خاض في حديث الإفك وجلد فيه أن صح أنهم جلدوا وتكنى حمنة هذه أم حبيبة عند قوم وعند الأكثرين أم حبيبة غيرها وكانت أم حبيبة تحت عبد الرحمن بن عوف وكانت تستحاض‏.‏

حديثها في صحيح مسلم وكان شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله يقول هن زينب وحمنة وأم حبيب ويعد ما عدا ذلك وهما وقيده بخطه على صحيح مسلم في الفوائد التي كتبها على نسخته وقد علقت عنه هذه الفوائد‏.‏

وأما أروى فمختلف في إسلامها كما تقدم‏.‏

وحكاه أبو عمر عن الواقدي في خبر يسنده أن ابنها طليب بن عمير حملها على ذلك فوافقته وأسلمت وكانت بعد ذلك تعاضد النبي صلّى الله عليه وسلّم وتحص ابنها على نصرته‏.‏

وقد رواه الحاكم وزعم أنه على شرط البخاري‏.‏

وكانت تحت عمير بن وهب بن عبد الدار بن قصي فولدت له طليب بن عمير كان بدرياً من فضلاء الصحابة وقتل بأجنادين شهيداً ولا عقب له ثم خلف عليها كلدة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وهو عند أبي عمر كلدة ابن عبد مناف والصحيح الأول فولدت له فاطمة‏.‏

ورأيته في كتاب أبي عمر أروى وليس بشيء‏.‏فولدت فاطمة هذه زينب بنت أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم المذكور آنفاً فولدت زينب كيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة زوج مسيلمة ابن حبيب الكذاب‏.‏ثم خلف على كيسة ابن عمها عبد الله بن عامر بن كريز ولد على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعوذه وتفل في فيه فجعل يتسوغ ريق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال عليه السلام ‏"‏ إنه لمسقي ‏"‏ فكان لا يعالج أرضاً إلا ظهر له الماء وهو الذي عمل السقايات بعرفة وشق نهر البصرة وجمع له عثمان بين ولاية البصرة وفارس وهو ابن أربع وعشرين سنة وكان سخياً جواداً وفيه يقول زياد الأعجم‏:‏ أخ لك لا تراه الدهر إلا على العلات مبتسماً جواداً أخ لك ما مودته بمذق إذا ما عاد فقر أخيه عادا سألناه الجزيل فما تلكى وأعطى فوق منيتنا وزادا وأحسن ثم أحسن ثم عدنا فأحسن ثم عدت له فعادا مراراً ما رجعت إليه إلا تبسم ضاحكاً وثنى الوسادا وأما صفية فأسلمت وهاجرت وكانت عند الحرث بن حرب أخي أبي سفيان بن حرب فولدت له صيفي بن الحارث بن خلف عليها العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له الزبير والسائب صحابيين مشهورين وعبد الكعبة وأم حبيب تزوجها خالد بن جزام فولدت له أم حسين لا عقب لها‏.‏

توفيت صفية رضي الله عنها سنة عشرين ودفنت بالبقيع ولها ثلاث وسبعون سنة‏.‏